سلين، فتاة مراهقة تهوى المطالعة و قراءة الكتب و القصص المغامرات و الخيال و تمضي اغلب وقتها في المكتبة تبحث عما يلهمها و يناسب ذوقها من كتب.
في يوم من الايام بينما هي في المكتبة تختار الكتب، لفت انتباهها كتاب كبير احمر، حملته سلين بين يديها، جلست على طاولة، و اخذت تتامله... لم يكن هنالك شيء على الغلاف... لا عنوان و لا رسومات و لا اي شيء مما اثار استغرابها... فتحت الكتابة و طفقت تقلبه صفحاته.. كانت مليئة بالقصص الجميلة من نسج الخيال، تماما كما تحب سلين.. اخذت تقرا لمدة طويلة.. ثم فجاة.. خرج نور منه و ظهرت كتابات غريبة:اقطع الغابة، جد الاجنحة، تتبع مسار الضوء.. و اخذها الضوء الى مكان جديد!
فتحت عينيها فوجدت نفسها في غرفة ممدة على السرير.. قامت بسرعة و اطلت من النافذة فرات انها في عالم اخر و مختلف تماما و كان الكتاب ما يزال بيدها.. احست بالخوف الشديد.. فتحته و اخذت تقلب الصفحات و كانت كلها فارغة الا صفحة واحدة فيها رسم لغرفة تشبه الغرفة التي هي موجودة فيها الان و في الصفحة المقابلة لها كتاب غريبة لم يسبق لسلين رؤيتها لكنها من خلال الرسم اكتشفت انها داخل الكتاب!
فجاة.. دخل ولد الغرفة حاملا وعاء حساء، كان هذا جان، وجد سلين في المدينة مع الكتاب فاخذها الى بيته.. نظر لها و قال:_هل استيقظت؟
اجابت بالايجاب، قدم لها الحساء و قال:_تفضلي ربما تكونين جائعة
_هذا لطف منك، انا سلين
_و انا جان، هل بامكاني مساعدتك بشيء؟
_هل تستطيع قراءة هذه الكتاب؟
_لا، لكن ربما ابي يعرف لنساله
روت سلين قصتها لجان الذي اندهش و تعجب منها ثم ذهب الطفلان الى والد جان ليسالانه عن الكتاب و لحسن حظهما انه فهم بعض المفردات و اجابهما بعد قراءته للكتاب:_ان الكتاب سحري يمنح قدراته لشخص من اختياره، و هو يتكلم ايضا عن سر.. انه سر الكتاب الذي يجب حله.. و يقول ايضا ان الجنيات سيساعدنكما على حله.. ممم.. لم استطع فهم الباقي.. يجدر بكما اذن ان تذهبا الى ارض الجنيات و تطلبا منهن المساعدة.. جان رافق سلين الى هناك و ساعدها لتتمكن من حل لغز الكتاب و العودة الى ديارها بسلام
وافق جان و ذهب مع سلين الى ارض الجنيات باتباع تعليمات الكتاب.
عند وصولهم الى البوابة الكبيرة.. وجدا انها مغلقة فحاولا فتحها بالقوة لكن الامر لم ينجح.. و كان هنالك مربع في الجانب الايسر من البوابة فيه قطع احجية مشوشة قامت سلين و حان بترتيبها ففتحت البوابة، دخل، الطفلان ارض الجنيات و كان كل شيء صغير الحجم، فراح جان يحذر سلين و يخبرها ان الجنيات صغيرات جدا و يحببن الاختباء كثيرا... و فجاة سمعا صوتا يطلب النجدة.. تبعا مصدر الصوت الذي اوصلهما الى مكان به غصن شجرة كبير و يبدو ان جنية كانت عالقة هناك
_ارجوكما انقذاني و سافعل اي شيء تريدانه بالمقابل
توسلت لهما الجنية الصغيرة.. فانقذاها و كانت هذه بداية صداقة جديدة مع الجنيات!
ارياها الكتاب فقادتهما الى زميلاتها و حاولن قراءة الكتاب لكنهن لم يفهمن لغته مافهمنه هو انه عليهم ايجاد عنصر سحري و استخدامه و ذكر شيء عن قصر قديم.. نظرت سلين من النافذة فلمحت قصرا، فنبهتهم بوجوده لكن الضباب كان كثيفا جدا.. اقترحت عليهما الجنيات ان ترافقنهما و تساعدنهما في مهمتهما و طبعا لم يمانعا
و بعد طريق قصيرة وعرة وصلوا الى بوابة القصر فدخلوا و اخذوا يبحثون عن العنصر السحري، كانت العتمة شديدة فاخذت الجنيات تضربن اجنحتهن فيضاء الطريق، و هذا ما يفسر الكلمات الغريبة التي ظهرت قبل ان تدخل سلين في الكتاب... اصبحت الان الرؤية سهلة.. لمح جان صندوق كنز فذهبوا و فتحوه و اذ هم يجدون العنصر السحري:فرشاة المصير، اخذوه و غادروا دون ان يعرفوا بان قوة سحرية سوداء تتشكل خلف الضوء في العتمة و كانت تبدو مخيفة جدا، اهي قوة شريرة ام خيرة؟
باهتزاز فتحت سلين عينيها فوجدت امراة كبيرة توقظها.. استيقظت فوجدت نفسها في المكتبة و المراة التي كانت تهزها هي امينة المكتبة
_استيقظي يا طفلة هيا بسرعة لقد نمت هنا في المكتبة
_لكن الكتاب... اللغز.. كان على وشك ان يحل!
_هههه، و كنت تحلمين ايضا؟ هيا يا بنيتي عودي الى بيتك سنغلق المكتبة!
